الفولكلور

إن المقصود بالفولكلور ليس فقط الموسيقى الأغاني والرقصات، و التي تشكل لحظة ممتعة من الاحتفال و التواصل، إنما هو جزء لا يتجزأ عن الحياة الاجتماعية، يسجل لحظات الراحة السنوية، لتنسج بذلك نشيدا للطبيعة و الحياة. فمن خلال الفولكلور يتم الاحتفال بالفصول و مواسم الحرث، و كذا بمختلف مراحل الاندماج الفردي داخل المجتمع أو حتى إذا تعلق الأمر بتغير الوضعية الاجتماعية نذكر على سبيل المثال: حفلات السبوع، الختان، الزواج... كلها مناسبات احتفالية رائعة تتيح الفرصة للاستمتاع بالموسيقى الشعبية البربرية التي تجسد قصيدة مغناة، إذ يغني الشاعر للحب، للطبيعة أو الحرب، سواء أكان إنشاده فرديا أو جماعيا.

مملكة الرواس (مفرد الرايس)، حيث يحكي الشعراء المنشدين عن الحرب وأيضا عن الحب، معتمدين في مصدرهم كتابا مفتوحا على التاريخ والمجتمع السوسي، بعض هذه الموسيقى راقص يختلط فيه رجالا و نساء على وتر رنا ن متميز "كالرباب السوسي" (وهي أذاة ذات أوتار تقليدية) ومجموعة من آلات القرع.

إنها" الأحواش"، و التي تعد بدون شك التعبير الموسيقي المميز للمنطقة، فهذه الرقصة الجماعية تشكل بالفعل لحنا إيقاعيا جميلا، فالرقصة تتكون من مجموعتين، الرجال موقعين على الأرض وسط الدائرة المحاطة بالنساء اللواتي زينت بالجوخ و أجمل الحلي، وحدهم أصحاب الطبول يتحكمون بحركاتهم بميزانهم الإيقاعي. فيتجاوب الجميع للإيقاع الموسيقي الذي يزداد حدة و قوة شيئا فشيئا و أيضا سرعة حتى فيما يخص خطوات الرقص بشكل بديع و رائع.

و الملاحظ أن هناك عدد كبير من الرقصات في هذه المنطقة، غير أن بعضها يكتسب شهرة أكثر. كما هو الشأن بالنسبة لجماعة أكناوة الذين أتوا من إفريقيا السوداء انطلاقا من القرن 18 . و يذكرنا إيقاعهم الساحر بالغناء الإفريقي، إذ يعزف المغنون، الذين يرتدون في الغالب لباسا أبيضا، على آلة الكنبري( و هي عبارة عن قيثارة تقليدية مكونة من وترين).